فهو أولاً ثبّت في الواقع وحرّك في الميدان وأنزل إلى الساحة المشروع القرآني العظيم، هو عندما قدم المشروع القرآني، قدمه في واقع العمل، لم يقدمه بعيداً عن الواقع العملي، لم يقدمه كرؤية يصيغها ويكتبها ويطبعها ثم يرسلها إلى المكاتب لتبقى هناك حبيسة الأدراج وتباع للتداول المحدود ثم يذهب ليستريح ويسترخي ويتنصّل عن المسؤولية، لا.
هناك الكثير من الكتّاب الكثير من المنظّرين قد يُنَظِّر رؤيةً معينة ويقدم فكرة معينة يكتبها يطبعها أو يلقيها ويقدمها ، وينتهي الامر عند هذا الحد ، أما هو فلا ، هو قدم هذا المشروع القرآني إلى الواقع إلى الواقع ، وتحرك به كمشروعٍ عملي احدث به تأثيراً وتغييراً وزلزل به واقعاً ، غيّر بالقرآن الكريم تغييراً كبيرا بدءاً من التغيير الثقافي ، من التغيير في واقع النفوس فحرك به فعلاً ، تحرك به وبنى به أمةً تحركت على أساسه ، وهذا المشروع القرآني العظيم الذي تحرك به وقدمه للأمة في مقام العمل في مقام الموقف في الميدان في الساحة تميز بكل المميزات المهمة ،
اقراء المزيد